أن يوم من ايام الاحتشاد المليوني كألف سنة من أيام قائد مهزوم حشرته تصرفاته الرعناء في زاوية مكانية ضيقة.
يلبي شعب الجنوب الأبي نداء الوطن , يتقاطر شيوخه وشبابه وأشباله رجالاَ وركبان إلى ساحة الحرية وحرائره يأتينها من كل فج عميق ,.
شعب الجنوب الأبي ينتظم ويصطف أمام العالم الحر في مليونيات متتالية بلغت حد التواتر تلتئم متشابكة أياديها ومتعاضدة سواعدها ومؤتلفة قلوبها في ساحات الحرية والفداء ,
في مناسبات تحيي فيها ذكريات الأمجاد , وأخرى تذكر العالم ,الحر والمحتل الهمجي الجاهل , والقائد الفاشل , بتلك الأيام السوداء التي كادت أن تمحي خارطة هذا الوطن من ذاكرة التاريخ وتقتلع شعبه العظيم من وجوده على وجه الأرض .
شعب الجنوب , شعب عظيم يهب بين عشية وضحاها , يلبي نداء الوطن الذي يغض مضاجع أبنائه وهو يشاركهم الأنين وينشدهم الحنين الذي بذرته وسقته دماء شهدائنا الأبرار , وجرحانا الميامين في كل ذرة من ذرات ترابه الغالي التي تعشش فيها روح الحياة الحرة .
انها نتيجة حتمية فمعادلة ري تراب الوطن بالدم يقابلها صدى ينبعث من كل ذرة رمل وجلمود صخر , ورف طير , حفيف أوراق الشجر , وهدير أمواج البحر , مثلها مثل ارواح أبناء الوطن تتألم وتحن وتردد تلبية الخلاص , الخلاص , تنفثها بما نفثته في جنباتها أرواح شهدائنا الأبرار عندما تقرئ الأرض السلام قبل الصعود إلى بارئها .
كل ذلك ينسجم ويتضافر باطراد ونجاح تصاعدي , في مسيرة ملحمية تتماها فيها الذات والأنا مع تراب الوطن الطاهر , الذي منه خرجت لتبنيه وإليه تعود إلى حضنه الأبدي يزملها في مسيرتها البرزخية إلى يوم البعث والنشور .
كل ذلك وأكثر يتجسد على تراب الوطن يتعاضد به أبنائه وهم على صعيد ترابه أخوان متصالحين متسامحين .
و في زاوية ضيقة محصورة ومأزومة هناك خارج وبعيد عن عبير تراب الوطن تقبع تلك القيادات التي اضاعته وأضاعت امجاده مفككة مشرذمة بعد أن قادته ببغيها وظلالها المبين من كارثة إلى كارثة إلى هزيمة كادت ان تكون ماحقة لشعبها , هزيمة نفسية عششت في عقول وقلوب تلك القيادات فاستسلمت لذلك الانهزام , وأقامت سنين طويلة ولا زالت خارج الوطن تتمتع بملذاتها وتبني لذاتها ولفلذات أكبادها القصور وفي نعيم النسيان كانت إلى الأمس القريب.
وبعد سنين من معاناة شعب الجنوب أولا على أيديها , وسنين طويلة أيامها , من نضاله العظيم الذي يعد كل يوم من أيامها ومن حشودها المليونية بألف سنة من أيام قائد متسكع مهزوم وبعيد عن ارض الجنوب وفي احضان حيزه وجنوبه الافتراضي عند ذلك القائد الهمام ,
أو شمال لدود يعتصر ما تبقى من دماء وماء وحياء أبناء الجنوب وقادتهم هناك يسكبها ويريق ما تبقى مزاج في كؤوس النخبة المارقة التي قتلت أبناء شعبه وما برحت إلى اليوم تنفذ فتاواها وتكتبها على جبين الجنوب بدماء شهداءنا الأبرار و آخرهم في الأمس والأمس القريب من خيرة أبناء الجنوب وكوادره .
نعم تمزجها في كؤوس الكيف الذي تحاول تلك النفوس الشريرة أن تصدره إلى من في عقله وقلبه مرض حتى تستدرجه إلى متاهة جديدة من متاهات ذلك النفق المظلم الذي شقه الرفاق بدماء أبناء الجنوب وخيراتهم وأرضهم وتاريخهم.
بين عشية وضحاها يلتئم شعب الجنوب في مليونيات منقطعة النظير بلغت غاية التوحد والتعاضد والصمود وأرست دعائم التلاحم والانتماء الوطني الذي كاد أن يسلبه من أبناءها ذلك الاحتلال الهمجي في ذلك الزمان الممحوق . كل ذلك وأكثر
وثلة لا تزيد عن عدد أصابع اليد ممن كانوا قادة لنا وللأسف من ينظر بعين محايدة لأولئك المأزومين يموت كمدا وقهرا و يتساءل عن ماهية المواصفات التي كانوا يتمتعون بها في قيادة شعب الجنوب غير مواصفات فتاح الاشتراكية التي قرءنا عنها سنين والتي تؤول برامجها ومآسي شعوبها إلى حفنة من الوصوليين الانتهازيين ورفاقنا منهم .
وكذلك اليوم تبرز علامة الاستفهام كحبل مشنقة كيف يستقيم لشعب مثل شعب الجنوب وهو عارف ومتأكد وكل القرائن والأدلة حية أمام ناظريه منها ما تمشي على اثنتين ومنها تجري على أربع تؤكد بإن أولئك القادة كشفت الأيام والحقائق التاريخية بأنهم من ارتكبوا كل جرم فظيع ليس بحق الجنوب وحسب بل بحق الانسانية . . فيا لعفوية هذا الشعب العظيم وهو يحاول أن يحيي نفوس تلك الرؤوس المأزومة وهي رميم . . محنطه ومصابة بكل أمراض الشيخوخة النفسيه والعقلية من الزهايمر إلى ألأورام المتسرطنة إلى الانفصام المزمن الذي تعيشه وهو الأخطر على شعب الجنوب وقضيته .
وختاما أقول انه واقع حال مرير يعيشه أولئك القادة لكنه بالتأكيد لن يؤثر على شعب الجنوب العظيم وحراكه الحي .
واهمُ من يظن أن الاصلاح قد يأتي من فوق فهذا ترميم يعالج الأعراض فقط أما العلاج الناجع فهو بيد شباب الجنوب ,.
ولا مناص لشعب الجنوب من صنع قيادة وطنية تنبعث من قلب ثورته السلمية قيادة جديدة يلتف حولها الجميع وترتقي بقضيتنا العادلة إلى المكانة التي يجب أن تكون فيها راياتها عالية وخطواتها متزنة ورؤيتها واضحة للقاصي والداني حتى تستعيد كل حق مسلوب .
بقلم / صلاح الطفي
15/5/2013 م
خاص شبام نيوز
|